الجمعة، 26 ديسمبر 2008


الخطـوة الأولى

"لا أقصد إهانة أحد".

تقول وهي تستدير مبتعدة.

"كلّ ما في الأمر انه لم يعد بإمكاني القيام بذلك بعد الآن.
ولم يعد لديّ طاقة لأن أشرح نفسي لكم بأكثر مما فعلت".
ترتجف قليلا وهي تبدأ أولى خطواتها، مدركة أنها تتخذ أصعب خطوة لها على الإطلاق.
خطوة لن يقدّرها أحد، وأهميّتها أبعد من أن يفهموها أو يستوعبوها.
ولسوف يستمرّون في النظر إليها من خلال عيونهم التي تخيّم عليها ظلال تجاربهم الخاصّة.
إنها تدرك هذا. لكنها لم تعد تكترث به. أو بالأحرى لا تكترث له كثيرا.
لقد وصل بها اليأس إلى النقطة التي يتعيّن عليها أن تواجه الأمور بشجاعة وحسم.
لا يمكنك أن تستمرّ في موازنة قراراتك استنادا إلى ما سيفكّر به الآخرون أو ما سيقولونه أو تبعا لطبيعة ردود أفعالهم.
لا يمكنك أن تحتفظ بخططك وأحلامك سرّاً لمجرّد أن ردود فعلهم ستكون سلبية.
هم سيظلون سلبيّين دائما حتى تثبت أنهم على خطأ.

لكن كيف يمكن أن تثبت أنهم مخطئـون؟

تماما مثلما فعَـلـَـتْ: باتخاذ الخطـوة الأولى الشجـاعة.
ليس معنى الخطوة الأولى أن تواجههم أو أن تصرخ في وجوههم أو تحاول إيذاءهم.
الخطوة الأولى لا علاقة لها بمثل هذه الأمور.
إنها مسألة اكتشاف من أنت تحت طبقات السلبية التي تغلّفك.

انظر إلى نفسك ككيان منفصل وكامل. تحمّل المسئولية. و عِشْ! ــ

إنها تواصل خطواتها وسط همسات الغضب والحنق.
هي تعرف أنهم سيتكلّمون وسيلاحقونها بالقيل والقال.
غير أنها مستمرّة في طريقها.
من غير الواضح إلى أين هي ذاهبة
يبد أنها ذاهبة بثقة.

Prometheus ،ّ